استاذ علاء شوية معلومات مفصلة عن بصرى
مدخل المدينة الغربي ويطلق عليه السكان المحليون اسم باب الهوى , و يعود تارخ بنائه إلى القرن الثاني الميلادى و بني في فترة متأخرة عن بناء السور الغربي الذي يتصل به من الجانبين , و عثر في داخل البرج الجنوبي للمدخل على قاعدة تحمل اسم أحد ولاة الولاية العربية ,
فزود تارخ الولاية باسم جديد لم يكن معروفاً من قبل كما عثر على ساحة مبلطة بحجر البازلت من جهة الخارج
البرك أو خزانات المياه:
تقع بركة الحاج ( الصورة إلى اليمين) على الجانب الجنوبي لسور المدينةو بنيت بركة الحاج في العهد الأيوبي لتأمين سقاية الحجيج المارين بالمدينة أثناء ذهابهم إلى مكة المكرمة و العودة منها و أيضاً من أجل تزويد خندق القلعة و آبارها بالمياه. و تبلغ أبعاد البركة 155 متراً طولاً و 122 متراً عرضاً بعمق 8 متر من جهة الشرق حيث ينحدر تدريجياُ حتى يصل العمق ألى 12 مترا من جهة الغرب. و يتوسط البركة ركيزة مربعة الشكل أحدثت لاستراحة السباحين و تذكرنا هذه الركيزة بالركائز التي تتوسط المعابد الوثنية الشرقية مما ذهب ببعض علماء الآثار إلى الظن بأن تارخ بنائها يعود للعصر الروماني.
أما البركة الشرقية ( الصورة إلى اليسار) فتقع في المرتفع إلى الشرق من الطريق الواصل إلى مبرك الناقة و هي أقدم خزان مياه قائم حتى الآن على شكل مربع طول ضلعه 114 متر بعمق 6 أمتار و يعود تاريخ بنائها للعصر النبطي و كانت البركة متصلة بالمدينة بواسطة أنابيب
سرير بنت الملك (الكليبة):
و يطلق عليها السكان المحليون اسم سرير بنت الملك. و كان هذا البناء يمتد إلى الشمال فيشكل قوساً واسعاً في الشرق و تمتد المباني على أطرافه حتى العمود الكورنثي القائم في الشمال .و كانت الجدران الخارجية مزينة بمحاريب لايزال بعضها ظاهراً في الجزء الشمالي المطل على الشارع العام. و الكليبة كلمة يونانية تعني الكوخ البسيط الذي يقطن فيه اليوناني البسيط في أقدم عهود اليونان و يطلق أيضاً على مساكن الرعاة و آلهة الماء . لاشك أن الكليبة أقيمت لغاية دينية لممارسة الطقوس و الشعائر الوثنية التي بقيت منتشرة بين السكان حتى أواخر القرن الخامس الميلادي.
المعبد النبطي:
أهم أجزائه الظاهرة القوس الرئيسي المزين بمحراب و أعمدة نصفية تعلوها تيجان منحوتة على الطراز النبطي. كانت الواجهة مزينة بجبهة مزخرفة بتزيينات ذات أسلوب نبطي متأثر بالطراز الهلنستي.و بناء المعبد يمتد نحو الشرق حيث يقوم عمود نصفي يعلوه تاج نبطي و ركائز جانبية كانت تحمل قوساً ممتداً نحو الجنوب و في موازاة العمود من الجهة الشمالية تظهر أنقاض عمود مماثل في تلك الجهة و يبدو للعيان تاجه الضخم فوق الأرض.
قوس النصر
يطلق السكان المحليين على هذا القوس اسم باب القنديل و يعود تاريخ بنائه للقرن الثالث الميلادي.
يقع هذا القوس إلى الشمال من القلعة وبني هذا القوس لتكريم ذكرى انتصار جوليوس جوليانوس قائد الفرقة البارتية الأولى المنسوبة لفيليب العربي . بنيت الأقواس المركزية لترمز إلى عودة الجيوش الظافرة وكانت تقام عادة على أطراف الساحة العامة
معبد حوريات الماء:
يعود تاريخ إنشائه إلى القرن الثاني الميلادي و يقع معبد حوريات الماء عند تقاطع الشارعين الرئيسي و الفرعي المتجه إلى الجامع العمري . و كان يتألف من واجهة مبنية بين الأعمدة تعلوها جبهة من الطنف و الافاريز و يمتد وراءها بقية أجزاء منهل الماء و تتألف من أربعة أعمدة منحوتة على الطراز الكورنثي ترتفع لعلو 14 متراً .
المسرح الروماني في بصرى الشام
يعطي هذا المسرح مدينة بصرى خلوداًَ أبدياً كونه المسرح الوحيد الكامل في العالم الذي بقي محتفظاً بمعظم أقسامه. حيث يعتبر هذا البناء من المسارح القديمة التي صمدت أمام كوارث الطبيعة كالزلازل و يجمع بين روعة البناء و قوة العمارة و بني هذا المسرح في القرن الثاني الميلادي. المدرج منحوت من الحجر البازلتي و يظهر بكامل أقسامه ,و تبدو منصة التمثيل مكتملة و هي مزينة بمحاريب و أبواب كبيرة. و يتوج البناء رواق مسقوف على الشكل المعروف في الملاعب الرومانية و لكنه اندثر فيها جميعاً و الرواق العلوي كان القسم الوحيد المخصص للنساء.
أقيم هذا المسرح فوق قلعة من العصر النبطي و المدرج مبني على شكل المسارح الهلنستية , و ترتفع جدرانه إلى 22 متراً . يتسع المدرج لأكثر من خمسة عشر ألف متفرج , و المدرج مقسوم إلى ثلاثة أقسام مفصولة عن بعضها بواسطة ممشى تفتح عليه الأبواب المعدة لدخول و خروج المتفرجين. يتألف القسم الأول من 14 درجة و الثاني من 18 درجة و العلوي من 5 درجات , و على الأغلب فلا بد من وجود مقاعد خشبية تحت الرواق العلوي المستند على أعمدة الطراز الدوري و قد استعاضوا عن بناء حواجز بين كل الأقسام الثلاث كما هو معروف
في المسارح القديمة بمظهر المقاعد الحجرية المصفوفة إلى جانب بعضها البعض في أعلى كل قسم وتحتفظ ساحة العازفين ببلاطها الأساسي على حالته القديمة الذي نستدل منه على أن هذه الساحة كانت تستعمل لإقامة الطقوس الوثنية في الأعياد والمواسم المعينة لهذه الغاية علاوة على جلوس العازفين ويبلغ عرض منصة التمثيل 45.5م بعمق 8م وكانت أرضها مصنوعة من الخشب الذي يستند على قواعد مبنية من الحجر بشكل قوائم مربعة الشكل تسمح بجلوس الملقنين تحتها وينفذ الملقنون تحتها إلى مكانهم تحت أرض المنصة بواسطة باب مبني في الممشى الخلفي الواقع وراء واجهة المسرح ..
وكانت هذه الواجهة مزينة بثلاثة طوابق من الأعمدة المنحوتة على الطراز الكورنثي ومزينة بمحاريب مغلقة معدة لوضع التماثيل. وتتألف الأعمدة من قواعدة وتيجان رخامية أما جذوعها فتتألف من الجحر الكلسي وكان السقف العلوي للمسرح مصنوعا من الخشب ويقام وراء جدار المسرح ممر مؤلف من طابقين الأرضي معد لانتظار الممثلين الذين ينفذون منه إلى منصة التمثيل بواسطة ثلاثة أبواب شاهقة وبابين جابنبيين يعلو كل منهما أربعة ألواح من الجهات الشرقية والغربية من هذا القسم وينفذ إلى كل لوح بواسطة درج خلفي يسمح بالوصول إلى المماشي الخلفية والقسم الأوسط من المدرج أيضاً .
وتدلنا البقايا الموجودة في مكانها على أن الألواح كانت مزينة بأشكال ورسوم مطلية بالألوان على جدرانها الداخلية وأن واجهةالمسرح كانت مكسوة بألواح رخامية تغطي الواجهة بكاملها وفوق كل مدخل من البابين المعدين لدخول العازفين أقيمت منصة لحلوس لجنة التحكيم . ومن المعروف أن العرب الأنباط كان يقيمون أعياد مرة كل أربع سنوات ضمن أطار من العبادات.
القصر:
يقع هذا البناء إلى الشمال من بركة الحاج و يعد من أجمل الأبنية القديمة من الناحية المعمارية . شيد هذا البناء على شكل مستطيل يبلغ طوله 50 متراً و عرضه 33 متراً و كان مدخله الرئيسي من جهة الشرق
و يتألف من ثلاث طوابق أهمها الطابق الأوسط يرتكز فوق أعمدة من الطراز الأيوبي و في القسم الجنوبي بقايا صالة واسعة كانت مسقوفة بأقواس مرتفعة و عتبات من الحجر و كانت الجدران مكسوة بالرخام. و تتشكل عناصر التزيين و الزخرفة في القصر من محاريب مستطيلة و مربعة معدة لعرض التماثيل و من المحتمل أن يكون القصر مقراً لحاكم الولاية العربية
الحمامات الرومانية:
كان في بصرى ثلاث حمامات عامة كبيرة و حمامات خاصة بمعظم البيوت, فالحمام الأول يقوم جنوب المدينة بين المسرح و الشارع المستقيم, و الحمامات المركزية التي تمتد بقايها إلى الجانب الغربي من السور , و حمام المعسكر الذي يقع شمالي المدينة بالقرب من النبع.
نالت الحمامات أهمية كبرى في حياة السكان الاجتماعية في العهد الروماني فكان السكان يتوافدون إليها فيقومون بالتمارين الرياضية و يسترخون بعدها تاركين لعامل خاص تدليك أعضاء أجسامهم. و على الرغم من أن الحمامات الخاصة كانت منتشرة لدى المترفين من أبناء المدينة إلا أن ذلك لم يمنع دخول فئة منهم من إلى الحمامات العامة بغية الحديث مع الأصدقاء و عقد صفقات تجارية و تبادل المعلومات.
السوق الرئيسية:
يتألف السوق من بناء مسقوف و فناء واسع و تبلغ أبعاده 70 متراً طولاً و 20 متراً عرضاً . و السقف مؤلف من بقايا أحجار بركانية محروقة و كلس و رمل بنيت على شكل عقود متتالية أما الفناء فكان مزيناً بمحاريب كبيرة و صغيرة تبرز جوانبها حجارة أعدت لحمل التماثيل و تتميز بوقايتها للتماثيل لحفظها. و كانت بعض الغرف الصغيرة مخصصة لبيع القطع الثمين
الميدان:
و يقع جنوبي المدرج الروماني و هو عبارة عن بناء مستطيل مغلق من الناحية الجنوبية ومفتوح من الناحية الشمالية مثل الكثير من الميادين المبنية على الطراز الروماني و لم يبق من جدران هذا الميدان سوى المعالم التي تدل على حدوده و تعطي فكرة عن شكله القديم و بعض أقسامه و يبدو أنه كان يتألف من مدرج عدد درجاته 15 و لا تزال أساساته الأرضية سليمة.
حوض الألعاب المائية :
و يقوم هذا المبنى في الجهة الغربية من المدينة فوق أرض تكثر فيها عيون الماء التي تنبع خلال فصل الربيع و يشكل المبنى خزان يبلغ طوله مايزيد عن 400 متراً بعرض 200 متراً كان معداً للمباريات التي تمثل فيها معارك بحرية بواسطة القوارب و غير ذلك من الألعاب المائية التي يطلق عليها باللاتينية اسم نوماشيا و تتألف جدرانه الظاهرة من خمس طبقات من حجد البازلت يتراوح ارتفاعها بين ثلاثة و خمسة امتار تقريباً. و هو من المباني النادرة في الشرق العربي.
دير الراهب بحيرة (بحيرا).
يطلق عليه السكان المحليون اسم دير الراهب بحيرا ليستعيدوا دائماً ذكرى الراهب النسطوري الذي عاش في بصرى قبل ظهور الإسلام بفترة قليلة . و يعد من أقدم الكنائس في المدينة و هو مبني على الطراز الملكي.يبدو هذا البناء على شكل مستطيل يبلغ طول جداره الداخلي 23.3 متراً وعرضه 13.4 متراً و كان مسقوفاً بالخشب على شكل هرمي و ينفذ النور إلى داخله من تسعة عشر نافذة منها ثمانية نوافذ في الجدار الشمالي و أخرى مثلها في الجدار الجنوبي و ثلاث نوافذ في أعلى قوس الهيكل البيضوي الشكل الذي يعد من أروع الأقواس المبنية في الكنائس البيزنطية,
الكاتدرائية.
و هي من الأبنية العظيمة الشأن من الناحية المعمارية و ظهرت فيها أول قبة في عالم البناء المسيحي و لم يتبق منها سوى بقايا الجدران الخارجية و المذبح. يعود تاريخ بنائها إلى عام 512 ميلادي و يبدو أن قبتها الكبيرة (يبلغ قطرها 36 متراً) قد تهدمت بعد إتمام البناء بفترة قليلة بسبب تصدع الركائز التي قامت عليها. و يبلغ طول هذا المعبد 51 متراً و عرضه 37.5 متراً.و قد أقام الإمبراطور جوستنيان بعد سنين قليلة كنيسة أياصوفيا في القسطنطينية و كنيسة رافين و جعل كنيسة بصرى مثالاً للمهندسين الذين خططوا بناء هذين المعبدين. غير أن هؤلاء تفادوا الأخطاء التي وقعت عند بناء كاتدرائية بصرى فبقيتا سالمتين.
قصر رئيس الأساقفة.
يقع هذا البناء شرقي الكنيسة و تشكل بقايا الجدران و الأقواس و الأعمدة القديمة الأقسام الباقية من مبنى رئيس الأساقفة
الجامع العمري.
و يسميه السكان المحليون (جامع العروس) و هو أول مسجد بناه المسلمون في سورية عند الفتح أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه و يعرف بالجامع العمري نسبة إليه. و كان من قبل هيكلا وثنياً. و يقع في منتصف شارع السوق بالقرب من مجموعة من المباني التاريخية الرومانية.
و الجامع العمري هو المسجد الوحيد الذي بني في عهد الاسلام الأول الذي حافظ على طراز واجهته القديمة إلى وقتنا الحاضر.و جميع أعمدته لاتزال في مكانها الاساسي مع العلم أن ترميمات كثيرة حصلت فيه,
و على عمودين منها كتابات يونانية و على الثالث كتابة يونانية و في داخل المسجد كتابات نبطية و علابية تمثل عهوداً مختلفة. أما مئذنته الجميلة ذات الشكل المربع فيرجع تاريخ إنشائها إلى القرن الثاني عشر الميلادي عندما بلغ المسجد ذروة توسعه و هناك نقوش و كتابات عربية تحيط بجدران المصلى و هي محفورة على الجص بينها آيات قرآنية. و يرى بعض المؤرخين أنها تعود إلى طراز القرن الثاني عشر عندما كانت بصرى تجابه جيوش الصليبيين.
يعتبر الجامع العمري أحد المساجد الثلاثة التي تحتفظ بالطراز الإسلامي القديم و الثاني هو مسجد النبي محمد صلى الله عليه و سلم و الثالث هو جامع عمرو بن العاص في مصر.
جامع الخضر.
جامع الخضر مسجد اسلامي يطلق عليه السكان المحليون هذا الاسم نسبة للمقام المجاور له. حيث أمر بتجديد هذا المسجد أمين الدولة أبو منصور كمشتكين الأتابكي والي بصرى عام 528 هجرية حيث تهدم قبل أوائل القرن السادس للهجرة.
و الجامع مبني على شكل مربع يبلغ طول أحد أضلاعه سبعة أمتار و أربعين سنتمتراً و يتألف سقفه من عتبات مستطيلة مقطوعة من حجر البازلت. تستند على قوسين و جذوع أعمدة من الحجر ذاته, و يظهر فوق محرابه بقايا نقوش عربية و مدخل الجامع مؤلف من ثلاثة أبواب حجرية متتالية
جامع فاطمة.
عمارة هذا المسجد تعود إلى العصر الأيوبي و ذلك في النصف الأول من القرن السابع الهجرى ( الثالث عشر ميلادي).و يقع هذا المسجد بين الكاتدرائية و دير الراهب بحيرا و هو مبني على طراز جامع كمشتكين و لكن على شكل أوسع. يتكون من غرفة يتخللها ثلاثة أقواس مستعرضة و مئذنة مريعة تعود إلى عام 1306 ميلادي أيام السلطان المملوكي الناصر محمد أمر الأمير أيوب بن مجد الدين عيسى النجراني و يصل ارتفاع المئذنة إلى 19 متراً تتخللها نوافذ مزدوجة الفتحات. و هذا يدل عل مدى أهمية بصرى في بداية العهد المملوكي بعد تعرضها للغزو المغولي المدمر عام 1260 ميلادي.
جامع و مدرسة الدباغة.
مدرسة شيدت في زمن أبو الفداء اسماعيل بن السلطان أبي بكر أيام حياته و مدفناً له بعد مماته. و هو يتكون من صالة مستطيلة الشكل و ست غرف بما فيها الغرف المخصصة للمدفن و في نهاية البناء من الجهة الجنوبية محراب و ثلاثة نوافذ و كان سقف المدرسة مؤلف من عتبات مستطيلة من الحجر ترتكز فوق ست أقواس شاهقة أما سقف حجرة الدفن فيتألف من قبة مبنية بالآجر و خلافاً لمل هو معروف في بناء المئذنة في بصرى فإن الدخول إليها يتم عن السطح بواسطة درج خارجي في الجدار الشمالي
جامع مبرك الناقة.
يقع في الزاوية الشمالية الشرقية من مدينة بصرى الإسلامية و يعود تاريخ بنائه إلى بداية الهد الإسلامي. و يعتقد أن هذا المسجد أقيم في المكان الذي صلى فيه الرسول عليه الصلاة و السلام في شبابه و ذلك عند زيارته لمدينة بصرى أو أنه يشير للمكان الذي بركت فيه ناقته. و لهذا المبنى أهمية خاصة في تاريخ العمارة الإسلامية حيث يعتبر أقدم مبنى أثري في سوريا أنشىء ليكون مدرسة دينية و لا يوجد نماذج أقدم منه قائمة في سورية.